خصـــائص الشعر ومقوماته الفنية
صفحة 1 من اصل 1
خصـــائص الشعر ومقوماته الفنية
مفهوم الشعر : الشعر تعبير عن الحياة كما يحسها الشاعر من خلال وجدانه وتصوير لانعكاسها على نفسه ولقد لجأ الانسان إلى الشعر منذ نشأته الأولى ليصور إحساسه مدفوعا بحاجته الفطرية إلى التعبير عما يجيش بداخله مستعينا بالغناء و الإيقاع ، ثم عمق إحساسه ونضج إدراكه واتسعت آفاق دنياه وانفسحت آماله وتعقدت عواطفه وظل الشعر مع ذلك – وسيظل – يعبر عن عالمه النفسي و يساير عمق إدراكه للوجود و انفعاله بالحياة و اندماجه في الكون.
و كلما تقدم الانسان وصقل ذوقه ورهف حسه إزدادت حاجته إلى الشعر وإلى الفن بوجه عام تبعا لازدياد شعوره بمعنوياته ووعيه لإنسانيته التي تميزه عن الحيوان الأعجم الذي يقوم وجوده على الضروريات المادية، ويخطئ من يظن أو يعتقد أن زمن الشعر قد ولى إلى الأبد ، لأننا في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية والتطور العلمي الرهيب.
المقومات الفنية للشعر هي :
1 - التجربة الشعرية .
2- الوحدة العضوية
3- الصور التعبيرية بما فيها من الألفاظ و العبارات و الصور و الأخيلة و الموسيقى .
مفهوم التجربة الشعرية :إذا سيطر على نفس الشاعر موضوع أو فكرة أو مشهد من مشاهد الحياة و عمق شعوره و انفعاله به و استغرق فيه متأملا مفكرا و أصغى إلى إيقاع النغم لهذه المعاناة في أعماق نفسه فهذه هي التجربة الشعرية .
نرى مثلا "إيليا أبو ماضي" في قصيدة" الطلاسم " و خاصة في طلاسم البحر يقف أمام ألغاز الوجود حائرا فيسائل البحر ويدير معه الحوار إلتماسا للوصول إلى أسرار الكون .
فهذه تجربة شعرية انفعل فيها الشاعر بهذا الموقف فجاءت قصيدة معبرة عن معاناة نفسية و صدى للنغم الداخلي الذي هز وجدانه .
ومن التجارب الشعرية ما هو ذاتي محض ، ومنها ما يتجاوز حدود الذاتية الخاصة للشاعر إلى آفاق عامة اجتماعية و إنسانية .
ومو ضوعات هذه التجارب لا يمكن حصرها ، فهي تتسع لكل ما تتسع له الحياة ، ولا يشترط أن يكون موضوعها شيئا عظيما ، فقد يكون عاديا أو أمرا هينا ، و الشاعر الأصيل هو الذي يستطيع أن يجد موضوعات تجاربه في كل ما حوله ، ما دام ينفعل به و يحس وقعه على وجدانه .
و الشعر فن جميل ولهذا يتجه – أو يجب أن يتجه - إلى المثل العليا ليحقق شرط جماله وقوام فنيته ، و المقصود بالجمال هنا هو الجمال المعنوي الذي يجده الانسان في الخير و الفضيلة و الحق و الشرف العدل .
الصدق في التجربة الشعرية : و المراد بالصدق هو الصدق الفني بمعنى أن يكون الشاعر صادق الشعور و الانفعال بتجربته و أن يعبر عما يجده فعلا في نفسه و يؤمن به، فلا تزييف، ولا تقليد لغيره .
و إذا انعدم الصدق في الشعر فقد قيمته الأدبية والجمالية ، كشعر المناسبات الذي يدفع إليه الشاعر دفعا لا عن إحساس صادق وإلهام، و لكن لمجرد إظهار البراعة في القول ، وكشعر الشعراء المقلدين الذين ينظمون فيما لا يحسون فيأتي كلامهم فاترا جامدا هامدا لا حياة ولا روح فيه.
و الصدق في التجربة لا يستلزم أن يعانيها الشاعر بنفسه بل يكفي أن يتمثلها و يقوي شعوره بها و أن يتوافر له من الحس المرهف و المقدرة الفنية ما يمكنه من تصوير تجربته تصويرا حيا مؤثرا ورائعا يزرع فيها الروح والجمال وينقل القارئ إلى عوالم من الجمال والإبداع والعبقرية الفنية.
الفكر في التجربة الشعرية : الشعر ليس مجردا من الفكر فالشاعر حين يصور تجربته و يعبر عن ذاته إنما يعبر في الوقت نفسه عن موقفه تجاه الحادث الذي أثر فيه و المشهد الذي انفعل به و هو بهذا يقدم لنا آراءه وأفكاره حتى لو لم يقصد إلى ذلك عمدا .
و بقدر ما يتاح للشاعر من خصب الفكر و عمق النظرة إلى الكون يتجاوز شعره حدود مكانه وزمانه فيؤثر فيمن لا تربطهم به رابطة الاقليم أو العصر .
و الأفكار لاتساق في الشعر سوقا تقريريا بل تأتي عبر وجدان الشاعر كما هو الحال في قصائد الشعر السياسي و الاحتماعي التي نجدها خصوصا في الكتب المدرسية ، فقد عبرت عن موقف الشعراء من قضايا المجتمع بأسلوب فني لا يقوم على السرد و التقرير فإذا ساق الشاعر الأفكار في شعره سوقا مجردا صارت ذهنية جافة و تحول الشعر إلى نظم لا روح فيه . ومن هذا اللون بعض الحكم و الأمثال التي ترد لبعض الشعراء غير ممتزجة بسيء من تجاربهم النفسية .
ماانتفع المرء بمثل عقلــــه ***** و خير ذخر المرء حسن فعله
اصحب ذوي الفضل أهل الدين ***** فالمرء منــسوب إلـى القرين
و لكن الحكمة إذا امتزجت تماما بتجربة الشاعر الذاتية ظلت في نطاق الشعر .
و كلما تقدم الانسان وصقل ذوقه ورهف حسه إزدادت حاجته إلى الشعر وإلى الفن بوجه عام تبعا لازدياد شعوره بمعنوياته ووعيه لإنسانيته التي تميزه عن الحيوان الأعجم الذي يقوم وجوده على الضروريات المادية، ويخطئ من يظن أو يعتقد أن زمن الشعر قد ولى إلى الأبد ، لأننا في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية والتطور العلمي الرهيب.
المقومات الفنية للشعر هي :
1 - التجربة الشعرية .
2- الوحدة العضوية
3- الصور التعبيرية بما فيها من الألفاظ و العبارات و الصور و الأخيلة و الموسيقى .
مفهوم التجربة الشعرية :إذا سيطر على نفس الشاعر موضوع أو فكرة أو مشهد من مشاهد الحياة و عمق شعوره و انفعاله به و استغرق فيه متأملا مفكرا و أصغى إلى إيقاع النغم لهذه المعاناة في أعماق نفسه فهذه هي التجربة الشعرية .
نرى مثلا "إيليا أبو ماضي" في قصيدة" الطلاسم " و خاصة في طلاسم البحر يقف أمام ألغاز الوجود حائرا فيسائل البحر ويدير معه الحوار إلتماسا للوصول إلى أسرار الكون .
فهذه تجربة شعرية انفعل فيها الشاعر بهذا الموقف فجاءت قصيدة معبرة عن معاناة نفسية و صدى للنغم الداخلي الذي هز وجدانه .
ومن التجارب الشعرية ما هو ذاتي محض ، ومنها ما يتجاوز حدود الذاتية الخاصة للشاعر إلى آفاق عامة اجتماعية و إنسانية .
ومو ضوعات هذه التجارب لا يمكن حصرها ، فهي تتسع لكل ما تتسع له الحياة ، ولا يشترط أن يكون موضوعها شيئا عظيما ، فقد يكون عاديا أو أمرا هينا ، و الشاعر الأصيل هو الذي يستطيع أن يجد موضوعات تجاربه في كل ما حوله ، ما دام ينفعل به و يحس وقعه على وجدانه .
و الشعر فن جميل ولهذا يتجه – أو يجب أن يتجه - إلى المثل العليا ليحقق شرط جماله وقوام فنيته ، و المقصود بالجمال هنا هو الجمال المعنوي الذي يجده الانسان في الخير و الفضيلة و الحق و الشرف العدل .
الصدق في التجربة الشعرية : و المراد بالصدق هو الصدق الفني بمعنى أن يكون الشاعر صادق الشعور و الانفعال بتجربته و أن يعبر عما يجده فعلا في نفسه و يؤمن به، فلا تزييف، ولا تقليد لغيره .
و إذا انعدم الصدق في الشعر فقد قيمته الأدبية والجمالية ، كشعر المناسبات الذي يدفع إليه الشاعر دفعا لا عن إحساس صادق وإلهام، و لكن لمجرد إظهار البراعة في القول ، وكشعر الشعراء المقلدين الذين ينظمون فيما لا يحسون فيأتي كلامهم فاترا جامدا هامدا لا حياة ولا روح فيه.
و الصدق في التجربة لا يستلزم أن يعانيها الشاعر بنفسه بل يكفي أن يتمثلها و يقوي شعوره بها و أن يتوافر له من الحس المرهف و المقدرة الفنية ما يمكنه من تصوير تجربته تصويرا حيا مؤثرا ورائعا يزرع فيها الروح والجمال وينقل القارئ إلى عوالم من الجمال والإبداع والعبقرية الفنية.
الفكر في التجربة الشعرية : الشعر ليس مجردا من الفكر فالشاعر حين يصور تجربته و يعبر عن ذاته إنما يعبر في الوقت نفسه عن موقفه تجاه الحادث الذي أثر فيه و المشهد الذي انفعل به و هو بهذا يقدم لنا آراءه وأفكاره حتى لو لم يقصد إلى ذلك عمدا .
و بقدر ما يتاح للشاعر من خصب الفكر و عمق النظرة إلى الكون يتجاوز شعره حدود مكانه وزمانه فيؤثر فيمن لا تربطهم به رابطة الاقليم أو العصر .
و الأفكار لاتساق في الشعر سوقا تقريريا بل تأتي عبر وجدان الشاعر كما هو الحال في قصائد الشعر السياسي و الاحتماعي التي نجدها خصوصا في الكتب المدرسية ، فقد عبرت عن موقف الشعراء من قضايا المجتمع بأسلوب فني لا يقوم على السرد و التقرير فإذا ساق الشاعر الأفكار في شعره سوقا مجردا صارت ذهنية جافة و تحول الشعر إلى نظم لا روح فيه . ومن هذا اللون بعض الحكم و الأمثال التي ترد لبعض الشعراء غير ممتزجة بسيء من تجاربهم النفسية .
ماانتفع المرء بمثل عقلــــه ***** و خير ذخر المرء حسن فعله
اصحب ذوي الفضل أهل الدين ***** فالمرء منــسوب إلـى القرين
و لكن الحكمة إذا امتزجت تماما بتجربة الشاعر الذاتية ظلت في نطاق الشعر .
جار الله الزهراني- مشرف
- عدد الرسائل : 26
العمر : 46
العمل/الترفيه : مدرس
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى